وقفة احتجاجيّة تضامنيّة تلقائيّة ضدّ اعتدائات جيش الاحتلال واغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة

وقفة احتجاجيّة تضامنيّة تلقائيّة ضدّ اعتدائات جيش الاحتلال واغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة 2022.5.12

وقفة احتجاجيّة تضامنيّة تلقائيّة ضدّ اعتدائات جيش الاحتلال واغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة 2022.5.12

 شعبٌ ينتفض غضبًا ووفاءً:

 

في صباح الثاني عشر من أيار/مايو 2022، عمّت الوقفات الاحتجاجيّة العفويّة أرجاء العديد من المدن العربية والعالمية، بعد الإعلان عن اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين. لم يكن الحراك بدعوة من جهة سياسية أو تنظيمية، بل جاء تعبيرًا صادقًا عن الحزن والغضب الشعبي، وصرخة ضد الاعتداءات المتكررة على الصحافة والحقيقة.


من هي شيرين أبو عاقلة؟ صوت الحقيقة في زمن القهر:

 

 

شيرين أبو عاقلة لم تكن مجرد مراسلة ميدانية، بل كانت رمزًا للإعلام المقاوم وصوتًا صادقًا نقل للعالم تفاصيل المعاناة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني. ولدت في القدس عام 1971، وعملت لسنوات طويلة في قناة الجزيرة، حيث أصبحت من أبرز الوجوه الإعلامية التي غطت الانتفاضات، الاجتياحات، والمآسي التي لا تنتهي.


تفاصيل جريمة الاغتيال: رصاصة الغدر التي خرست الصوت:

 

في صباح الأربعاء 11 مايو 2022، كانت شيرين في مهمة صحفية في جنين، ترتدي الخوذة والسترة الصحفية التي كتب عليها بوضوح “PRESS”. وبرغم وضوح هويتها، استُهدفت برصاصة مباشرة في الرأس، ما أدى إلى استشهادها على الفور. ورغم محاولات الاحتلال التنصل من المسؤولية، فإن الشهادات والتوثيقات أكدت أن الاستهداف كان متعمّدًا.


لماذا أشعل اغتيال شيرين موجة غضب غير مسبوقة؟

 

اغتيال شيرين لم يكن فقط جريمة ضد صحفية، بل كان اعتداءً صارخًا على حرية التعبير وحق الشعوب في المعرفة. خرجت الجماهير بشكل تلقائي، تحمل صورها وترفع شعارات تطالب بالعدالة، لأنهم شعروا أن شيرين تمثلهم جميعًا، وأن استهدافها هو استهداف لكل من يجرؤ على قول الحقيقة.


المدن التي انتفضت: خريطة التضامن من رام الله إلى باريس:

 

من رام الله والقدس وغزة، إلى بيروت وعمان وتونس والرباط، وحتى نيويورك وباريس ولندن، شهدت الساحات وقفات احتجاجية عفوية شارك فيها الصحفيون، الحقوقيون، والمواطنون العاديون. كانت الهتافات واحدة:
“العدالة لشرين”
“الصحافة ليست جريمة”
“لن يُسكتوا الحقيقة برصاصهم”


دور الإعلام البديل ووسائل التواصل في إشعال الحراك:

 

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تحويل الحدث إلى قضية رأي عام عالمي. انتشرت المقاطع التي توثّق لحظة استشهادها بشكل واسع، وأصبحت منصات مثل تويتر وفيسبوك ساحة مفتوحة للمطالبة بالمحاسبة. وقد أدى ذلك إلى ضغوط شعبية على المؤسسات الدولية للتحقيق في الجريمة.


ردود الفعل الدولية: إدانة خجولة أم صمت مريب؟

 

رغم فظاعة الجريمة، جاءت ردود الفعل الرسمية الدولية باهتة في معظمها، بينما اكتفى البعض ببيانات تنديد عامة دون اتخاذ أي خطوات فعلية. في المقابل، أصدرت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش ومراسلون بلا حدود بيانات واضحة تطالب بإجراء تحقيق مستقل.


مشاهد مؤلمة من جنازة شيرين: حتى في وداعها، لم تسلم:

 

لم ينتهِ الاستهداف باغتيالها، بل امتد إلى قمع جنازتها. ففي مشهد صادم، هاجمت قوات الاحتلال موكب التشييع في القدس، واعتدت على المشيعين حاملي نعشها، في مشهد أثار غضبًا عالميًا واسعًا وفضح مجددًا وحشية الاحتلال في مواجهة حتى الموتى.


العدالة المؤجلة: هل تنصف التحقيقات الدولية:

 

رغم الدعوات الواسعة لتحقيق دولي، فإن العدالة ما تزال بعيدة المنال. سلطات الاحتلال تماطل، والمجتمع الدولي يتلكأ. لكن يبقى الأمل قائمًا بأن الضغط الشعبي والإعلامي المتواصل قد يُفضي يومًا إلى محاكمة الجناة ومحاسبة المسؤولين.


تأثير شيرين المستمر: كيف أصبحت رمزًا لا يموت؟

 

ما بعد شيرين ليس كما قبله. فقد تحوّلت إلى أيقونة فلسطينية وعربية وعالمية، وصار اسمها يُطلق على مؤسسات وجوائز وصالات ثقافية. الصحفيون الشباب يرون فيها قدوة ومُلهمة، وشعوب المنطقة تجد فيها تجسيدًا لمعركة الكلمة في وجه الرصاصة.


 الكلمة أقوى من الرصاصة:

 

إن الوقفات الاحتجاجيّة التضامنية العفوية التي شهدناها بعد استشهاد شيرين أبو عاقلة أكدت أن الصوت الحر لا يُقهر، وأن الجماهير لا تنسى من وقف معهم. شيرين ليست ضحية فقط، بل بطلة ومُلهمة، وقصتها ستبقى شاهدًا على وحشية الاحتلال وأهمية الإعلام الحر. ومهما حاولوا إسكات الكلمة، فإنها ستبقى تُدوّي.

مقالات عن فلسطين

اترك رد

ادعموا قضايانا الرئيسية