جنيف في 16 ماي-مايو 2025
بلغ إلى علم جمعيّة ضحايا التّعذيب في جنيف أن الحالة الصحيّة للبرلماني السابق والسجين السياسي راشد الخياري باتت حرجة للغاية نتيجة عجز طبيب السجن عن توفير الدّواء والمسكّنات اللازمة للورم السرطاني الخبيث الذي أصابه منذ فترته السجنيّة السّابقة. فقد تعكّرت حالته الصحيّة في الأيّام الأخيرة بفعل كبر حجم الورم وغياب الإحاطة الطبيّة اللازمة لورم سرطاني بات في مراحل متقدّمة. كما أنّ وضعيّته تتطلّب الإفراج الفوري عساه يتمكّن من تدارك حصص المعالجة الضروريّة خارج السّجن، مثلما أوصى بذلك طبيب السجن في وقت سابق.
وجدير بالتذكير أنّ البرلماني السابق راشد الخياري يقضي عقوبة سجنيّة جديدة مدّتها ستّة أشهر. وكان راشد الخياري قد أنهى فترة سجنيّة أولى تجاوزت السنتين، قبل أيّام فقط من صدور حكم قضائي جديد يوم الجمعة 27 سبتمبر- أيلول 2024 ، والذي جاء على خلفية شكاية ضده من أجل تهمة الاساءة الى الغير عبر الشبكة العمومية للاتصالات.
و رغم أنّ الحكم الأخير الصادر ضدّ راشد الخياري غير مُحلّى بالنفاذ العاجل والادارة مغلقة مساء الجمعة ويوم السبت، فإن السلطة أصرّت على تنفيذ الحكم بسرعة قياسية وبعد ساعات فقط من صدوره .وهو ما يؤكّد أنّ الأحكام الصّادرة ضدّه هي أحكامُ انتقاميّة تفتقر للحدّ الأدنى من مقوّمات المحاكمة العادلة. علما و أنّ راشد الخياري لم يُمكّن من حقه في الدفاع، وصدر الحكم دون مرافعات دفاعه ، كما أن الشاكي في القضية أسقط حقه في التتبع العدلي .
إنّ جمعيّة ضحايا التعذيب في جنيف، وبحكم قناعتها التامّة بالطبيعة الانتقاميّة للأحكام الصّادرة منذ 25 جويلية / تمّوز 2021، ضدّ الخصوم السياسيين لسلطة سعيّد ومُخالفيها في الرّأي، وشعورا منها بمدى خطورة الحالة المرضيّة للسجين السياسي راشد الخياري، المصاب بورم سرطاني في مراحل متقدّمة، فإنّها تطالب بـ:
- الإفراج الفوري عن البرلماني السابق راشد الخياري حتى يتمكّن من تدارك ما فاته من حصص علاج ومتابعة طبيّة ضروريّة لمعالجة الورم الخبيث الذي أصابه جراء أكثر من عامين في السجن.
- وقف التتبعات القضائيّة الانتقاميّة وغيرالإنسانيّة التي تستهدف راشد الخياري، وهو الذي أودع السّجن مجدّدا بسبب نشره مقالا صحفيّا قبل خمس سنوات.
- تحمّل قيس سعيّد شخصيًا مسؤوليّة السّلامة الجسديّة لراشد الخياري ولبقيّة السّجناء السياسيين والصحفيين الذين يعانون وضعيّة سجنيّة سيئة ومدمّرة لحياتهم، وفي مقدّمتهم الصحفيّة شذى الحاج مبارك التي أعلنت دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام أمس الأوّل الأربعاء، وكذلك البروفيسور منذر الونيسي الذي يعاني ضعفا كِلويّا حادّا يهدّد حياته.
- تنبّه الرّأي العام في تونس وخارجها إلى خطورة تدهور أوضاع المساجين في تونس وخشيتها الحقيقية على حياتهم في ظلّ سياسة ممنهجة تستهدف قمع المساجين وإذلالهم.