تونس عاجل: السجين السياسي الشيخ الحبيب اللوز مهدّد بفقدان البصر والسلطات تماطل في مداواته

جمعية ضحايا التعذيب في جنيف تحمّل سلطة الأمر الواقع كامل المسؤولية وتلوّح بالمساءلة الدولية

جنيف – 19 سبتمبر/أيلول 2025

تتابع جمعية ضحايا التعذيب في جنيف بصدمة وقلق بالغين الوضع الصحي المتدهور للشيخ الحبيب اللوز، المعتقل السياسي الثمانيني، الذي يواجه خطر فقدان بصره نهائياً نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد.
وبحسب شهادة ابنه زياد اللوز، فإن والده محروم من العدسات الطبية ومواد تنظيفها الضرورية لعينه الوحيدة المبصرة، في مخالفة صريحة لتوصيات الأطباء. كما أنه يعاني من مرض “عرق النسا” الذي أقعده وحدّ من حركته منذ أكثر من سنتين، في ظلّ رفض إدارة السجن إدخال الأدوية المسكّنة التي كانت عائلته تتحمّل توفيرها على نفقتها الخاصة.

إن هذه الوقائع تمثل معاملة قاسية ولا إنسانية ترقى إلى مستوى التعذيب الطبي المحظور بموجب القانون الدولي، خاصة وأنها تستهدف شيخاً مسنّاً لا يشكّل أي خطر أمني، بما يجعل احتجازه تعسفياً وظالماً.
وتذكّر الجمعية بأنّ الدولة التونسية، بصفتها طرفاً في اتفاقية مناهضة التعذيب والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مُلزمة بضمان سلامة المحتجزين وحمايتهم من أي معاملة مهينة أو محرومة من الرعاية الصحية.
وعليه، فإن جمعية ضحايا التعذيب في جنيف:
تحمّل سلطة الأمر الواقع في تونس كامل المسؤولية عن التدهور الخطير في الوضع الصحي للشيخ الحبيب اللوز.

تلوّح باللجوء إلى الآليات الأممية الخاصة ومجلس حقوق الإنسان لمساءلة السلطات التونسية عن هذه الانتهاكات.

تؤكد أن الاستمرار في سياسة الإهمال الطبي قد يفتح الباب أمام تفعيل مسارات العدالة الدولية، بما فيها اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد من يثبت تورطهم في هذه الجرائم.

تدعو المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط فعّال من أجل الإفراج الفوري عن الشيخ الحبيب اللوز وجميع المعتقلين السياسيين، وضمان حقهم في العلاج والكرامة الإنسانية.

إن صمت المجتمع التونسي وقواه الحية سيُفهم كضوء أخضر لمزيد من الجرائم والانتهاكات، والجمعية تُجدّد التزامها بالتصدي للإفلات من العقاب وملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة السياسية والإنسانية.

الرئيس
عبد الناصر نايت ليمان

اترك رد

ادعموا قضايانا الرئيسية