تونس: بمناسبة اليوم الوطني لمناهضة التعذيب، تتجدد المطالبات بوقف جرائم التعذيب

تونس: بمناسبة اليوم الوطني لمناهضة التعذيب، تتجدد المطالبات بوقف جرائم التعذيب

أوقفوا جرائم التعذيب داخل مخافر الشرطة والسجون التونسيّة

جنيف في 8 ماي-مايو 2025

يُحيي التونسيون يوم الثامن من ماي-مايو من كلّ سنة اليوم الوطني لمناهضة التعذيب، الذي يوافق تاريخ استشهاد الناشط السياسي نبيل بركاتي، تحت التعذيب، سنة 1987 بمركز الشرطة بمدينة قعفور (93 كلم جنوب غرب العاصمة تونس)، ويوافق كذلك استشهاد الناشطين الطالبيين عدنان سعيد وأحمد العمري برصاص البوليس بالمركب الجامعي بالمنار بتونس العاصمة. وتأتي هذه الذكرى السّنويّة هذه السنة في ظلّ تعدّد الشكاوى والعرائض المندّدة باستمرار جريمة التعذيب داخل السجون ومخافر الشرطة التونسيّة.

وقامت جمعيّة ضحايا التعذيب في جنيف، بإصدار أكثر من بلاغ، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مندّد باستمرار جريمة التعذيب جريمة دولة منظّمة تستهدف المعارضين السياسيين والصحفيين والمدوّنيين، بل وحتى سجناء الحق العام على حدّ سواء. ففي بلاغ الجمعيّة الأخير بعنوان: “تعذيب وحشي لتلميذ سجين يقوده إلى مستشفى الأمراض العقليّة ! أوقفوا أساليب التعذيب الوحشي داخل السجون ومراكز الأمن”، تحدّثت محامية التلميذ السجين ريّان خلفي أنّها تفاجأت خلال زيارته للسجن بتعرّضه لتعذيب جسدي أعقب ” آثار عنف على كامل ظهره وهناك أسطر أفقية نتيجة ضربات بكواتشو او عصى وهناك آثار حرق بسيجارة بكف يده اليسرى وأثار كدمات على رأسه “. كما لاحظت أنّ منوّبها كان “يتكلم بكلام غير مفهوم وغير متناسق ( في ظاهره جنون) . وعند استفساره عن مصدر التعذيب، ” كان يوجه بصره إلى عون السجون ولا يجيب ..”.

كما تعرّضت الجمعيّة في بلاغ سابق لما نقلته أخت المحامية سنية الدهماني من تعرّض الأخيرة إلى تحرّش جنسي داخل سجن منوبة وإرغامها على تفتيش مهين للذات البشرية. كما فضحت الجمعيّة ما تعرّض له السجين السياسي المهدي بن حميدة داخل سجن بلّي (ولاية نابل التونسيّة). حيث مكث سبعة أسابيع من الإيقاف بدون سرير ينام عليه ! وتفيد المعطيات المتوفّرة للجمعيّة أنّه تم إيواء المهدي بن حميدة في غرفة تضمّ 90 شخصا، في حين أنّها مخصصة فقط لإيواء عدد يقلّ عن 40 نفرا.

ويذكر أنّه قبل حوالي سنتين، تعرّض السجين السياسي الأستاذ نور الدّين البحيري، وزير العدل الأسبق، إلى كسر في كتفه، خلال مداهمة منزله من قبل فرقة أمنية واختطافه في الأسبوع الثاني لشهر فيفري-فبراير 2023، وهو ما استوجب نقله لمستشفى شارنيكول لإجراء عمليّة جراحيّة، بعد أن رفضت طبيبة الإيواء بسجن المرناقية التكفّل به. كما تعرّض السجين السياسي عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري، خلال شهر أوت-أغسطس 2023، إلى حادث أثناء نقله من سجن المرناقية داخل سيارة السجن، استوجب نقله إلى مستشفى المنجي سليم بالمرسى. ونجم الحادث داخل سيارة السجن بعد تعمّد إدارة السجن نقله مقيّد اليدين وفي ظروف غير إنسانيّة. هذا دون نسيان المعاملة غير الإنسانيّة التي يعامل بها السجناء السياسيون من جهة عدم تمكينهم من تسخين طعامهم حتى في فصل الشتاء، رغم تعهّد منظمات حقوقية لإدار ة السجن بتوفير الآلات المعدّة لتسخين الطعام.

إنّ جمعيّة ضحايا التعذيب في جنيف وإذ تشجّع منظمات المجتمع المدني والسياسي في تونس على إحياء اليوم الوطني لمناهضة التعذيب، وذلك بغاية التنبيه إلى خطورة جرائم التعذيب المرتكبة على ضحايا التعذيب والتذكير بضرورة الملاحقة القضائيّة العادلة لكل من تورّط في جريمة التعذيب بأيّ شكل من الأشكال وبأيّ صيغة من صيغ التعذيب المجرّمة دوليّا إمّا بالقول أو الفعل أو الحماية لمنتهكي التعذيب، فإنّها:

  • تجدّد دعمها الكامل لضحايا التعذيب في تونس سواء ما قبل الانقلاب أو بعده وتجدّد سعيها الدائم لملاحقة المتورّطين في التعذيب أم المحاكم والهيئات الدّوليّة.
  • تذكّر سلطة الأمر الواقع في تونس بالتزامات الدّولة التونسيّة فيما يتعلّق بالاتفاقيات الدولية ومنها المصادقة على انضمام الجمهورية التونسية إلى البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة، المعتمد من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 18 ديسمبر-كانون الأوّل 2002، وما يتطلبه ذلك من استتباعات قانونية دوليّة.
  • تنبّه إلى أنّه رغم الالتزامات العديدة للدولة التونسيّة بالمعاهدات الدوليّة المجرّمة للتعذيب فإنها تسجّل استمرار حالات التعذيب وسوء المعاملة، خاصة في مراكز الاحتجاز، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتنفيذ توصيات تقارير جمعية ضحايا التعذيب في جنيف وإنهاء الإفلات من العقاب.
الرّئيس عبد النّاصر نايت ليمان

اترك رد

ادعموا قضايانا الرئيسية