طلب عاجل للتدخل بشأن الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي

رسالة إلى فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف

إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف

الموضوع: طلب عاجل للتدخل بشأن الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي وحث السلطات اللبنانية على إعادته إلى مقر إقامته في تركيا

السّيّد فولكر تورك – المفوض السامي لحقوق الإنسان،

نناشدكم، بصفتكم الجهة المعنية بالدفاع عن الحقوق الأساسية وحمايتها، التدخل العاجل للتواصل مع السلطات اللبنانية بشأن قضية الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي.

الشاعر عبد الرحمن يوسف، المقيم في تركيا، يواجه خطر الترحيل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أو مصر بناءً على طلبات تسليم ذات طبيعة سياسية واضحة، وهو ما يثير قلقًا بالغًا نظرًا للتهديدات التي قد يتعرض لها من انتهاكات خطيرة لحقوقه الإنسانية الأساسية.

أسباب هذا الطلب:
الطبيعة السياسية للقضية
إن الطلب الذي تقدمت به حكومة أبوظبي لتسليم الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي، رغم أنه لا يحمل جنسيتها ولم يقم على أراضيها قط، يعكس أبعادًا سياسية بحتة. علاوة على ذلك، فإن الدعم السياسي والاقتصادي الإماراتي للنظام المصري منذ عام 2013 يجعل هذا الطلب امتدادًا لحملة كيدية موجهة ضد معارضي النظام المصري، ما يُفقده أي مصداقية أو سند قانوني.

التهمة الموجهة: “زعزعة الأمن” كذريعة سياسية
وفقًا لما أُعلن عبر قناة LBC اللبنانية، فإن التهمة الموجهة للشاعر هي “التحريض على زعزعة الأمن في دولة الإمارات.” هذا الاتهام، الذي يستخدم بشكل متكرر من الأنظمة السلطوية، يُعد فضفاضًا وذريعة لتقييد حرية التعبير. الشاعر عبد الرحمن يوسف هو شخصية أدبية وثقافية تُعرف بمواقفها الثورية وكلماته الداعمة للحرية والكرامة، ويعبر عن آرائه من خلال الشعر والكلمة الحرة فقط.

طلب سياسي بلا أساس قانوني
الطلب المقدم من أبوظبي، والذي سبقه طلب مماثل من مصر، يحمل طبيعة سياسية كيدية، وليس هناك أي أساس قانوني جنائي يبرر مثل هذه الإجراءات.

الاستهداف العائلي الممنهج
شقيقة الشاعر، الأستاذة علا القرضاوي، أمضت أربع سنوات في السجون المصرية دون أي تهمة واضحة، قبل أن يتم الإفراج عنها بوساطة قطرية. ولا يزال زوجها، المهندس حسام خلف، رهن الاعتقال التعسفي. هذه الممارسات تعكس استهدافًا ممنهجًا لعائلة الإمام يوسف القرضاوي، الرئيس الأسبق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -رحمه الله- كجزء من سياسة انتقامية.

التزامات لبنان الدولية
لبنان طرف في الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، والتي تُلزمها بعدم تسليم أي شخص إلى دولة قد يتعرض فيها للتعذيب أو سوء المعاملة. بالنظر إلى السجل الموثق للانتهاكات الحقوقية في السجون المصرية، بما في ذلك وجود عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين وآلاف المختفين قسرًا، فإن تسليم الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى السلطات المصرية أو الإماراتية سيشكل انتهاكًا صارخًا للالتزامات الدولية.

الطلب:
بناءً على ما سبق، نطلب منكم التدخل العاجل لحث السلطات اللبنانية على احترام التزاماتها الدولية، ورفض تسليم الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي، وضمان عودته الآمنة إلى مقر إقامته في تركيا.
مع خالص التقدير،

اترك رد

ادعموا قضايانا الرئيسية