في يوم السبت 11 أكتوبر 2025، تحوّلت ساحة الأمم في جنيف إلى غزة مصغّرة.
نصبت جمعية ضحايا التعذيب خيمة مهترئة بأغصان الأشجار وأغطية رثّة، أشعلت نار الحطب، وخبزت كما يفعل أهل غزة تحت الحصار. حول الخيمة، عُرضت صور الصحفيين والأطباء والأطفال والأسرى… صور تختصر وجع شعب يُباد أمام أعين العالم.
الفعالية حملت عنوان: «عِش يوماً في غزّة»، لكن الحقيقة أن يوماً واحداً لا يكفي لفهم جحيم العائلات التي تعيش منذ عامين تحت القصف، الجوع، والحرمان من أبسط مقومات الحياة.
عامان من الإبادة والتدمير في غزة
الأرقام تتحدث وحدها عن هول المأساة:
- أكثر من مئتي ألف طن من المتفجرات أُلقيت على قطاع غزة.
- 76,639 شهيداً منذ بدء الإبادة الجماعية، بينهم أكثر من عشرون ألف طفل واثنا عشر ألفاً وخمسمائة امرأة.
- أكثر من تسعة آلاف أم واثنان وعشرون ألف أب قُتلوا، تاركين خلفهم عشرات آلاف الأيتام.
- 1,015 طفلاً قتلوا قبل أن يُكملوا عامهم الأول، وأكثر من 450 رضيعا وُلِدوا وقتلوا خلال الحرب.
- 1,670 من الطواقم الطبية، و140 من أفراد الدفاع المدني، و254 صحفياً، و894 رياضياً قُتلوا برصاص أو قصف الاحتلال.
- أكثر من 13,500 طالب و831 معلماً فقدوا حياتهم.
- 2,700 أسرة أُبيدت كاملة من السجل المدني، تضم أكثر من 8,574 شهيداً.
- 460 إنساناً قضوا جوعاً وسوء تغذية، بينهم 154 طفلاً.
- 169,583 جريحاً، بينهم أكثر من 4,800 حالة بتر (18٪ منهم أطفال).
- 56,348 يتيماً فقدوا والديهم.
- تدمير أو إخراج 38 مستشفى عن الخدمة، و392 مدرسة وجامعة، وقرابة 268,000 وحدة سكنية.
- أكثر من 288,000 أسرة فلسطينية بلا مأوى.
هذه الأرقام ليست إحصاءات جامدة، بل أرواح بشرية، وعائلات أُبيدت، وأجيالاً تُمحى من الوجود.
رسالة الفعالية
من خلال محاكاة الحياة اليومية في غزة، أرادت الجمعية:
- كسر جدار الصمت الدولي الذي يحيط بالمأساة.
- إيصال صورة حيّة عن المعاناة الإنسانية بعيداً عن لغة الأرقام وحدها.
- إبراز الجرائم والانتهاكات التي توثقها المنظمات الحقوقية الدولية: استخدام المجاعة كسلاح حرب، استهداف المرافق الصحية والتعليمية، الاعتقال التعسفي، والتعذيب.
- تحفيز التحرك الشعبي والدولي للضغط من أجل وقف الإبادة وفتح الممرات الإنسانية.
الأثر والتجاوب
التجربة لم تترك أحداً محايداً.
الزوار توقفوا أمام الصور والخيمة، بعضهم بكى، آخرون التقطوا الصور لنشرها، والبعض انخرط في نقاشات حول ما يمكن فعله لوقف هذه الجريمة المستمرة.
كانت الفعالية أكثر من مجرد عرض رمزي؛ كانت صرخة حقيقية من قلب جنيف إلى ضمير العالم.
دعوة للعمل
هذه الأرقام ليست للتوثيق فقط، بل لتذكيرنا جميعاً أن الصمت تواطؤ.
ندعوكم إلى:
- نشر الصور والفيديوهات من الفعالية مع هاشتاغات التضامن (#عِش_يوماً_في_غزة #StandWithGaza).
- دعم المبادرات الإنسانية والحقوقية التي تعمل على إنقاذ الأرواح وتوثيق الجرائم.
- الضغط على المؤسسات الدولية والحكومات من أجل وقف الحرب، محاسبة مرتكبيها، وضمان العدالة للضحايا.
الخاتمة
في ساحة الأمم، أقمنا خيمة صغيرة، لكننا حملنا معها ذاكرة غزة، وجعلنا الألم مرئياً لمن يرفض أن يراه.
لقد كان يومنا هذا شهادة على أن غزة ليست وحدها، وأن العالم الحرّ لا يزال قادراً على أن يصرخ في وجه الظلم.
وجودنا لم يكن تضامناً عابراً، بل موقفاً، شهادةً، ومقاومة إنسانية ضد الإبادة.