فلسطين المحتلّة: قرار وقف حرب التدمير في غزة لا يُوقِف مقاضاة مُجرمِي الحرب دوليّا

جرائم الإبادة لا تسقط بالتقادم، يجب مقاضاة المجرمين

جنيف في 19 جانفي-يناير 2025

تلقّت جمعيّة ضحايا التّعذيب في جنيف بسرور بالغ قرار وقف إطلاق النّار وحرب التدمير والتهجير التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني منذ السّابع من أكتوبر تشرين الأوّل 2023 والتي راح ضحيّتها أكثر من 50 ألف شهيد و أكثر من 10 آلاف جثة مفقودة تحت الركام و عشرات الآلاف من الجرحى.

وفي انتظار بدء سريان قرار وقف إطلاق النّار المنتظر في الساعات القادمة من اليوم الأحد، وعلى أمل الالتزام به من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يُواصل منذ ليلة البارحة قصفه الوحشي للمناطق الآمنة وممارسة هوايته في إبادة النّساء والأطفال، فإنّ الثّابت الآن لدى المنتظم الدّولي والإنساني، هو أنّ ما عايشه الغزّاويون طيلة أكثر من 15 شهرا من أقصى صور الانتقام والتقتيل واستباحة المرافق الصحيّة والمؤسسات الدّولية ودور العبادة ومراكز الإيواء المعلومة وخيام النازحين لدليل قائم على فظاعة الجرائم المرتكبة ضدّ الفلسطينيّين والتي تصنّف جرائم إبادة إنسانيّة.

ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الأبارتايد الأخيرة بتهجير من بقي من أصحاب الأرض واستباحة أرواحهم وأعراضهم وقطع الإمداد عن الخدمات الحيوية مثل: الغذاء والتعليم والمياه والكهرباء، وكذا الصرف الصحي والرعاية الطبية، بل إنّه قام بتجريف الأراضي الزراعيّة بالقطاع وحوّلها إلى قاع صفصفا ومدن أشباح تقتات فيها الكلاب السّائبة على جثث الشهداء.

إنّ جمعيّة ضحايا التعذيب في جنيف، وبعد وقوفها على حجم الكارثة الانسانيّة بقطاع غزّة وحجم التقتيل والتهجير الذي مُورس على الفلسطينيين طوال خمسة عشرة شهرا من شعور جيش الاحتلال بأنّه فوق المساءلة الدّوليّة، رغم إصدار محكمة الجنايات الدّوليّة أواسط شهر نوفمبر- تشرين الثاني 2024، مذّكرة اعتقال ضدّ ناتنياهو ووزير الحرب السابق غالنت والمئات من عناصر جيش الاحتلال، فإنّها:

  1. تدعو جميع النسيج الحقوقي الدّولي إلى الضغط أكثر في اتجاه تفعيل بطاقات الجلب الصّادرة عن محكمة الجنايات الدّوليّة ضدّ قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي وعناصره.
  2. تعلن مواصلتها معركة التقاضي الدّولي، صحبة شركائها من المنظمات الحقوقية الدّوليّة، وملاحقتها لمجرمي الحرب في جيش الاحتلال الإسرائيلي لتسليمهم لسلطة العدالة الدّوليّة.
  3. تناشد الحركة الحقوقية العربية والدّولية لمزيد التشبيك فيما بينها لمواجهة حرب الضغوط الممارسة ضدّ المنظمات والشخصيّات الحقوقية والأكاديمية والسياسيّة التي عبّرت عن دعمها وإسنادها تنفيذ بطاقات الجلب الصّادرة ضدّ مجرمي الحرب في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
  4. تؤكد على مبدأ لا للافلات من العقاب وسنواصل المسيرة ونحاصر مجرمي الحرب من سلطة الاحتلال فردا فردا في كل مكان.
عبد الناصر نايت ليمان
رئيس الجمعية
فلسطين المحتلّة: قرار وقف حرب التدمير في غزة لا يُوقِف مقاضاة مُجرمِي الحرب دوليّا

اترك رد

ادعموا قضايانا الرئيسية