تونس: وفاة رجل أعمال مصاب بالسرطان وموقوف بسجن المسعدين على ذمة عدة قضايا مالية !

تونس: وفاة رجل أعمال مصاب بالسرطان وموقوف بسجن المسعدين على ذمة عدة قضايا مالية !

أوقفوا الإهمال الصحي للسجناء وأنقذوا موقوفين أبرياء

جنيف في 01 أفريل-نيسان 2025
    علمت جمعيّة ضحايا التعذيب في جنيف بوفاة رجل الأعمال التونسي علي الغدامسي الأحد  30 مارس-آذار 2025، بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة (130 كلم جنوب شرق العاصمة تونس). وتوفي السجين علي الغدامسي بعد إيوائه بالمستشفى المذكور لمدّة تزيد عن أسبوع واحد إثر تعكّر حالته الصحيّة بسجن المسعدين نتيجة غياب الرعاية الصحيّة اللازمة لمُصاب بمرض السرطان، وهو الموقوف على خلفية قضايا ماليّة منذ 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2024. وكان الفقيد علي الغدامسي موقوفا بسجن برج العامري (30 كلم غرب العاصمة تونس) قبل أن يتمّ نقله إلى سجن المسعدين. وسبق أن شملته الأبحاث المتعلقة بالقضية المعروفة إعلاميّا باسم شركة صناعة المحتوى الرّقمي أنستالينغو.
 وتأتي هذه الوفاة الأليمة لرجل أعمال موقوف بالسجن على خلفيّة قضايا في ظلّ تحذيرات كثيرة كانت جمعيّة ضحايا التعذيب في جنيف قد أطلقتها منذ أشهر، بعد تتالي نداءات استغاثة متكررة من عائلات سجناء وموقوفين بالسجون التونسية، نبهوا خلالها إلى خطورة تدهور أوضاع المساجين وغياب الرعاية الصحية اللازمة لمن يعانون من أمراض مستعصية أو مرض السرطان والتي تتطلّب رعاية وإقامة استشفائيّة قد لا تتوفّر بالمستشفيات العمومية التي تنقلهم إليها إدارات السجون بعد فوات الأوان !
  آخر تنبيهات جمعية ضحايا التعذيب تعلّقت بالسجينين: البروفيسور منذر الونيسي و محمّد الجميعي المودعين بالسجن المدني بالمرناقيّة (غرب العاصمة تونس). فبتاريخ السادس من مارس-آذار 2025 وفي بلاغ بعنوان: "تونس: معتقل سياسي مُضرب عنِ الطّعام يتعرّض لحادث مرور إثر نقله للمستشفى ! أطلقوا سراح محمد الجميعي، كفى تصفية للخصوم السياسيين"، نبهت الجمعية إلى تعكّر الحالة الصحيّة للسجين محمّد الجميعي الذي يعاني من انتشار الورم الخبيث ببدنه نتيجة سنوات السجن الطويلة التي قضّاها زمن دكتاتوريّة الرئيس الرّاحل بن علي. وقد ضاعف إضراب الجوع الذي خاضه احتجاجا على تردّي ظروف إقامته السجنيّة وعدم تمكينه من الدواء وظروف معالجته غير الكافية من الورم الخبيث الذي يعانيه، وحادث المرور الذي تعرّض له خلال نقله للمستشفى من معاناته، ممّا جعله يلتقي عائلته خلال آخر زيارة سجنيّة له في تلك الأيام وهو مقعد على كرسي متحرّك !
  كما نبّهت الجمعيّة بتاريخ 11 فيفري -فبراير 2025، في بيان بعنوان: "تونس: نتيجة الإهمال الصحّي، البروفيسور جرّاح الكلى مُهدّد بعجز الكلى في سجن المرناقيّة! أنقذوا حياة البروفيسور منذر الونيسي، أوقفوا تصفية الخصوم السياسيين"، من خطورة الوضع الصحّي للسّجين السياسي والطّبيب جرّاح الكلى، البروفيسورالدكتور منذر الونيسي ، بعد أن اضطرّت إدارة سجن المرناقية إلى إيوائه بالمستشفى وذلك للمرّة الثانية في أقلّ من شهرين اثنين، نتيجة اضطراب معدّلات مادّة creat الحسّاسة في جسمه نتيجة الظروف السّجنيّة الصّعبة التي يعانيها منذ تاريخ إيقافه يوم 5 سبتمبر- أيلول 2023. كما نبهت الجمعية قبل ذلك إلى خطورة الأوضاع الصحية للسجناء راشد الخياري وعبد الحميد الجلاصي ونور الدّين البحيري.
 إن جمعيّة ضحايا التّعذيب في جنيف وإذ تجدّد دعوتها سلطة الأمر الواقع في تونس إلى الإفراج الفوري عن كلّ المساجين المصابين بأمراض خطيرة والمتقدّمين في السن ومتابعة قضاياهم بحالة سراح حتى يتمكنوا من التداوي في ظروف تتماشى وطبيعة الأمراض التي يعانونها وما تتطلبه من علاج متخصّص، فإنّها:
  • تحمّل سلطة الأمر الواقع في تونس المسؤولية الكاملة عن وفاة رجل الأعمال علي الغدامسي وتحمّلها مسؤولية أي مضاعفات مرضيّة قد تصيب السجناء محمّد الجميعي وعبد الحميد الجلاصي والبروفيسور الونيسي والأستاذ نور الدّين البحيري وراشد الخياري وكل السجناء السياسيين المتقدمون في السّن.
  • تذكّر سلطة الأمر الواقع في تونس بالتزامات الدّولة التونسيّة فيما يتعلّق بالاتفاقيات الدولية ومنها المصادقة على انضمام الجمهورية التونسية إلى البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، المعتمد من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 18 ديسمبر 2002، وما يتطلبه ذلك من استتباعات قانونية دوليّة.
الرّئيس عبد النّاصر نايت ليمان

اترك رد

ادعموا قضايانا الرئيسية