كلمة السّيد عادل الماجري نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب – جنيف – في الأسبوع الحادي عشر من المنصة الاعلامية والتحسيسية.2022.4.23

في ظل التحديات المتزايدة في مجال حقوق الإنسان، برزت شخصيات كثيرة في ساحات النضال الحقوقي، وكان من بينها السيد عادل الماجري، نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب بجنيف، الذي ألقى كلمة مؤثرة وقوية خلال الأسبوع الحادي عشر من المنصة الإعلامية والتحسيسية في 23 أبريل 2022.

في هذا المقال الطويل والمفصّل، سنتناول الكلمة التي ألقاها السيد الماجري، ونُسلّط الضوء على المحاور الأساسية التي تناولها، وأهم الرسائل الحقوقية التي وجهها، في محاولة لصياغة محتوى متكامل وشامل يُبرز أهمية هذه الكلمة في السياق الدولي لحقوق الإنسان.

خلفية حول جمعية ضحايا التعذيب بجنيف:

تُعد جمعية ضحايا التعذيب إحدى أبرز الجمعيات الحقوقية العاملة على توثيق وفضح انتهاكات حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم. تتخذ من جنيف مقراً لها، وهي مدينة تُعتبر من العواصم العالمية لحقوق الإنسان، حيث تحتضن العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.

الجمعية تسعى إلى مناصرة ضحايا التعذيب والاختفاء القسري، وتقديم الدعم النفسي والقانوني لهم، إضافة إلى الضغط على الحكومات من أجل وقف هذه الممارسات ومحاسبة المتورطين فيها.

من هو السيد عادل الماجري؟

عادل الماجري هو ناشط حقوقي معروف، يشغل حالياً منصب نائب رئيس الجمعية. عُرف بمواقفه الصريحة والشجاعة، وبقدرته على التعبير عن معاناة الضحايا بلغة صادقة وواقعية. كلمته في هذا الحدث لم تكن مجرد خطاب عابر، بل كانت صرخة ضمير عبّرت عن آلام كثيرين ممن لا صوت لهم.

أهمية الكلمة في السياق العام:

جاءت كلمة السيد الماجري في وقت بالغ الحساسية، وسط تصاعد التقارير عن حالات التعذيب والاختفاء القسري في عدد من البلدان. الكلمة لم تكن فقط توصيفاً للواقع، بل دعوة عاجلة للتحرك، وتحميل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه ما يحدث.

المحاور الرئيسية في كلمة السيد الماجري:

فيما يلي أبرز المحاور التي تناولها السيد الماجري في كلمته:

1. تسليط الضوء على ضحايا التعذيب:

أكد السيد الماجري أن ضحايا التعذيب هم الفئة الأكثر تهميشاً في مجتمعاتنا، حيث يُمارس ضدهم الانتهاك المزدوج: أولاً أثناء التعذيب، وثانياً عندما يتم تجاهل معاناتهم بعد نجاتهم.

2. الانتهاكات في سياق الإفلات من العقاب:

شدد على أن التعذيب لا يُمارس فقط من قِبل الأنظمة الاستبدادية، بل يُمارس أيضاً في ظل صمت المجتمع الدولي، مما يجعل من الإفلات من العقاب ظاهرة مقلقة تتفاقم يومًا بعد يوم.

3. توثيق الحالات ودوره في التغيير:

أبرز السيد الماجري أهمية التوثيق الدقيق لكل حالة تعذيب أو اختفاء قسري، مشيرًا إلى أن هذا العمل هو الخطوة الأولى نحو تحقيق العدالة والمحاسبة، وأنه من دون التوثيق، تضيع الحقيقة.

4. دور المجتمع الدولي:

وجه الماجري انتقادات واضحة للمجتمع الدولي الذي – حسب وصفه – ينتقي الملفات التي يتحرك بشأنها بناءً على اعتبارات سياسية، لا إنسانية، وهو ما اعتبره انتقاصًا من جوهر العمل الحقوقي.

5. أهمية المنصات الإعلامية والتحسيسية:

ثمّن السيد الماجري الدور الحيوي الذي تقوم به المنصة الإعلامية والتحسيسية في نشر الوعي، وتقديم فضاء آمن للضحايا للتعبير عن أنفسهم، معتبراً إياها أداة ضرورية لكسر جدار الصمت والخوف.

لغة الخطاب: مزيج من العاطفة والعقل:

تميّز خطاب الماجري بالعاطفة القوية والمنطق الحاد، حيث استخدم لغة مباشرة صادقة تنقل وجع الضحايا، دون أن تُغفل التحليل الموضوعي للجذور السياسية والاجتماعية لهذه الظواهر.

استشهادات من الواقع:

في كلمته، استعرض الماجري أمثلة حقيقية لحالات تعذيب واختفاء قسري، مما أعطى الكلمة مصداقية عالية، وأثار تفاعلاً كبيرًا لدى الحضور والمشاركين. لم يكتفِ بالسرد، بل ربط كل حالة بالسياق القانوني والحقوقي، مطالبًا بآليات دولية أقوى لحمايتهم.

الدعوة إلى التحرك العاجل:

من أهم الرسائل التي بعث بها السيد الماجري كانت الدعوة إلى التحرك العاجل من أجل وقف الانتهاكات، وعدم الاكتفاء بالإدانات الشكلية، مؤكدًا أن الضحايا لا يحتاجون فقط إلى التعاطف، بل إلى إجراءات حقيقية وملموسة على الأرض.

كلمة تتجاوز الحدث:

رغم أن الخطاب أُلقي ضمن نشاط دوري، إلا أنه حمل في مضمونه قيمة زمنية ممتدة، كونه تطرق إلى قضايا دائمة الحضور في واقعنا الحقوقي، ما يجعل من هذه الكلمة وثيقة يمكن الرجوع إليها في كل وقت.

تأثير الكلمة في وسائل الإعلام:

بعد إلقائها، لاقت الكلمة صدى واسعاً في وسائل الإعلام الحقوقية والمستقلة، وتمت مشاركتها على نطاق واسع، ما يعكس حجم التأثير الذي أحدثته، ليس فقط من حيث المحتوى، بل أيضاً من حيث الرمزية الحقوقية للكلمة.

كلمة السيد عادل الماجري لم تكن مجرد خطاب عابر، بل كانت نداء ضمير عالمي لكل من لا يزال يؤمن بقيمة الإنسان وحقه في الكرامة والعدالة. الكلمة جمعت بين الصدق، والقوة، والتحليل العميق، وسلطت الضوء على قضايا لا تزال تشكّل جرحاً مفتوحاً في ضمير الإنسانية.

في زمن يعلو فيه صوت السلاح على صوت الضحية، تظل مثل هذه الكلمات شعلة أمل، وبوصلة أخلاقية تُذكّرنا بأن النضال من أجل الكرامة لا يجب أن يتوقف، وأن حقوق الإنسان ليست امتيازاً، بل ضرورة.