كلمة السيّد عادل الماجري نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب – جنيف – في الأسبوع الخامس عشر من المنصة الإعلامية والتحسيسية – 28 ماي 2022

في عالمٍ تتزايد فيه انتهاكات حقوق الإنسان، تبرز أصوات مقاومة ترفض الصمت، وتُصر على مواجهة القمع والانتهاك. ومن بين هذه الأصوات، يسطع صوت السيّد عادل الماجري، نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب – جنيف، الذي ألقى كلمةً مؤثرة خلال الأسبوع الخامس عشر من المنصة الإعلامية والتحسيسية التابعة لجمعية AVTTCH، بتاريخ 28 ماي 2022.

من هو السيّد عادل الماجري؟

عادل الماجري هو أحد أبرز النشطاء في مجال حقوق الإنسان في تونس، ويشغل منصب نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب، وهي منظمة تُعنى بتوثيق ومناهضة التعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي طالت آلاف التونسيين منذ عقود.

أهمية المنصة الإعلامية والتحسيسية:

تُعدّ المنصة الإعلامية والتحسيسية لـ AVTTCH إحدى الأدوات الفعّالة لنشر الوعي حول فظائع التعذيب والانتهاكات الأمنية، وتُخصص كل أسبوع لاستضافة ضحية أو ناشط أو خبير، لتسليط الضوء على معاناة الضحايا وضرورة المحاسبة.

مناسبة الكلمة وتوقيتها:

أُلقيت كلمة السيّد الماجري في السبت 28 ماي 2022، وهو تاريخ يوافق الأسبوع الخامس عشر من المبادرة الإعلامية. جاء توقيت هذه الكلمة في لحظةٍ حرجة تتزامن مع تصاعد التجاوزات الأمنية وتراجع مؤشرات العدالة الانتقالية في تونس.

محاور الكلمة: صوت الضحايا أولًا:

في كلمته، ركّز السيّد الماجري على عدة محاور أساسية، من بينها:

1. شهادة الضحايا هي أساس العدالة:

شدّد على أن صوت الضحية يجب أن يكون في قلب كل عملية إصلاح، مؤكدًا أن تجاوز هذه الحقيقة يُعتبر تجاهلًا للجرح الوطني العميق الذي خلفته سنوات القمع.

2. المحاسبة لا تقبل التأجيل:

أكد الماجري أن العدالة لا تُؤجل، وأنّ مرتكبي جرائم التعذيب يجب أن يخضعوا للمساءلة مهما طال الزمن، لأن غياب المحاسبة يُعزز الإفلات من العقاب.

3. ضرورة الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا:

أشار إلى أنّ كثيرًا من ضحايا التعذيب ما زالوا يُعانون نفسيًا وجسديًا، وأنّ الدولة والمجتمع المدني مطالبان بتوفير الدعم الشامل لهم.

4. توثيق الانتهاكات أولوية وطنية:

دعا إلى تكثيف الجهود لتوثيق كل حالة تعذيب وانتهاك، مشيرًا إلى أنّ التوثيق الدقيق هو السبيل الوحيد لضمان عدم تكرار هذه الجرائم.

5. دور المجتمع الدولي:

لم يغفل السيّد الماجري دور المنظمات الدولية، داعيًا إلى مزيد من التضامن الدولي مع الضحايا، والضغط على السلطات التونسية لاحترام التزاماتها الحقوقية.

ردود الفعل على الكلمة:

تفاعل واسع عبر وسائل التواصل:

لقيت كلمة الماجري تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء عن دعمهم لمطالبه، وتم تداول مقاطع من الكلمة على نطاق واسع.

دعم من منظمات حقوقية:

أصدرت بعض المنظمات المحلية والدولية بيانات دعم، مشيدة بموقفه ومطالبه العادلة، ومؤكدة ضرورة حماية المدافعين عن حقوق الإنسان.

السياق السياسي والحقوقي في تونس سنة 2022:

كانت سنة 2022 تشهد توترًا سياسيًا واضحًا في تونس، وسط تراجع الحريات وعودة بعض الممارسات القمعية. وفي هذا السياق، جاءت كلمة الماجري لتُعيد التذكير بأولوية مسار العدالة الانتقالية وحقوق الضحايا.

الجمعية التونسية لضحايا التعذيب – AVTTCH:

أهداف الجمعية:

• توثيق انتهاكات حقوق الإنسان

• الدفاع عن حقوق الضحايا

• المطالبة بالمحاسبة

• التوعية المجتمعية

إنجازات الجمعية:

منذ تأسيسها، نجحت الجمعية في:

• إعداد مئات الملفات التوثيقية.

• تقديم دعم نفسي وقانوني لعشرات الضحايا.

• الضغط من أجل فتح ملفات انتهاكات حقبة الاستبداد.

التحديات التي تواجه الجمعية:

رغم الإنجازات، تواجه الجمعية تحديات مثل:

• ضغوط سياسية وإعلامية

• ندرة التمويل

• التضييق على النشطاء

كلمة الماجري: دعوة للاستمرارية:

تضمنت الكلمة أيضًا دعوةً صريحة لمواصلة النضال، حيث قال إن المعركة من أجل الكرامة لا تزال طويلة، وأنه لا ينبغي أن يهدأ لنا بال حتى تتحقق العدالة كاملة.

أهمية التوثيق الإعلامي لكلمات الضحايا:

إن توثيق كلمات كهذه يُشكل رصيدًا تاريخيًا ومعنويًا، ليس فقط في سبيل المحاسبة، بل أيضًا لأجل التوعية والتحفيز على بناء مجتمع يحترم الإنسان ويصون كرامته.

 صوت لا يُسكت:

إن كلمة السيّد عادل الماجري في الأسبوع الخامس عشر من المنصة الإعلامية كانت أكثر من مجرد خطاب، بل كانت صرخة ضمير، تذكّر الجميع أن العدالة ليست خيارًا، بل واجب وطني وإنساني. وفي عالم تتناقص فيه الأصوات الجريئة، يظل صوت الماجري رمزًا للثبات والعزم.