كلمة السّيد عادل الماجري في الأسبوع التّاسع من المنصة الاعلامية والتحسيسية 2022.4.9

في عالم تكثر فيه الانتهاكات الحقوقية ويُمارَس فيه القمع السياسي بطرقٍ ممنهجة، جاءت كلمة السيد عادل الماجري في الأسبوع التاسع من المنصة الإعلامية والتحسيسية، بتاريخ 11 أبريل 2022، لتُشكّل نداءً مدويًا للعدالة والحرية والكرامة الإنسانية. خطابه لم يكن مجرد كلمات بل كان صرخة من أجل المظلومين والمختفين قسرًا.

في هذا المقال، نأخذك في جولة تحليلية وتفسيرية للكلمة، نكشف فيها عن مضامينها، مغزاها، والرسائل التي أراد إيصالها، ونسلط الضوء على أهمية هذا الخطاب في مسار النضال الحقوقي.

من هو السيد عادل الماجري؟

عادل الماجري هو ناشط حقوقي بارز وصوت جهوري في الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية. تميز بمواقفه الشجاعة وتصريحاته القوية ضد الأنظمة التي تمارس القمع والتغييب، وخاصة في القضايا المتعلقة بـالاختفاء القسري، التعدي على حرية التعبير، والاعتقالات التعسفية.

ما هي المنصة الإعلامية والتحسيسية؟

المنصة الإعلامية والتحسيسية هي مبادرة توعوية أسبوعية تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان عبر خطابات، شهادات حية، وتحليلات حقوقية وسياسية. وتُعد منبرًا مهمًا لإيصال صوت الضحايا وذويهم، بالإضافة إلى فتح النقاش المجتمعي حول الانتهاكات المسكوت عنها.

ما هو الاختفاء القسري؟

الاختفاء القسري هو من أبشع الجرائم التي تمارسها بعض الأنظمة، حيث تقوم قوات الدولة أو جهات تابعة لها باختطاف الأفراد دون الكشف عن مصيرهم أو مكان احتجازهم، مما يُسبب ألمًا نفسيًا هائلًا لعائلاتهم. وهو انتهاك جسيم للقانون الدولي ويُستخدم غالبًا كأداة لإسكات الأصوات المعارضة.

أهم محاور كلمة عادل الماجري:

1. المعاناة الإنسانية لذوي المختفين

افتتح السيد الماجري كلمته بوصفٍ مؤثر لحجم المعاناة التي تعيشها العائلات، خاصة الأمهات والزوجات، حيث يعيشون في دوامة من الألم والانتظار. ذكر قصصًا عن أمهات ينتظرن أبناءهن أمام أبواب السجون، وأطفال يكبرون بدون آبائهم، دون أي إجابة أو تفسير.

2. تحميل الأنظمة مسؤولية الانتهاكات

أشار الماجري بشكل واضح إلى تورط السلطات في هذه الجرائم، سواء بالفعل أو بالتستر، مؤكدًا أن الصمت الرسمي يُعد مشاركة في الجريمة. وطالب بـالمحاسبة القانونية للمتورطين، محليًا ودوليًا.

3. الاختفاء القسري كسلاح سياسي

تناول الماجري كيف يُستخدم الاختفاء القسري لقمع النشطاء والمعارضين، في محاولة لإفراغ الساحة من الأصوات الحرة، وخلق مناخ من الرعب والخوف بين الناس.

4. دور الإعلام في مقاومة النسيان

وجه الماجري رسالة مباشرة لوسائل الإعلام، داعيًا إياها إلى عدم التزام الصمت، بل لعب دور أساسي في كشف الحقيقة، وقال عبارته الشهيرة:
“كل قصة تروونها، هي شمعة تُضيء ظلام النسيان.”

دعوات واضحة للتحرك:

لم يكتف الماجري بالتشخيص، بل قدم مجموعة من المطالب العملية، منها:

• توثيق الحالات بدقة من قبل المنظمات الحقوقية والنشطاء.

• الضغط الدولي على الحكومات المسؤولة من خلال المنظمات الأممية.

• تفعيل المسارات القانونية داخليًا وخارجيًا.

• تحريك الشارع وتنظيم وقفات تضامنية ومسيرات سلمية.

شهادات حية تدعم الرسالة:

كان للقصص الإنسانية الحيّة التي ذكرها السيد الماجري تأثير عميق على الحضور، حيث استعرض حالات شباب تم اختطافهم من منازلهم، وأطباء اختفوا بعد مغادرتهم مكان عملهم، وعائلات تبحث عن أحبائها منذ سنوات دون أي أمل في الوصول لحقيقة.

الذاكرة الجماعية والمقاومة الرمزية:

من أقوى الجمل التي قالها الماجري:
“قد لا نعرف أسماءهم، لكن لا يجوز أن ننسى غيابهم.”
فيها دعوة إلى تجريم النسيان وتحويل التذكر إلى فعل مقاوم.

التفاعل الشعبي والإعلامي بعد الخطاب:

بعد الكلمة، شهدت الساحة:

• تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.

• تغطية إعلامية من منابر حقوقية وقنوات مستقلة.

• تنظيم حملات إلكترونية لدعم قضية المختفين قسرًا.

الرسالة العالمية للكلمة:

رغم أن الكلمة كانت موجهة بشكل أساسي للواقع العربي، إلا أن رسائلها ذات طابع عالمي، حيث أن الاختفاء القسري ظاهرة موجودة في عدة دول حول العالم، وتحتاج إلى تكافل دولي ووعي جمعي لمواجهتها.

خاتمة: لماذا يجب ألا ننسى هذه الكلمة؟

كلمة السيد عادل الماجري في 11 أبريل 2022 لم تكن فقط خطابًا عابرًا، بل كانت وثيقة إنسانية وتاريخية، تحمل في طياتها نداءً صادقًا من أجل العدالة، ورسالة موجهة لكل إنسان حر. لقد تحدّث باسم من لا صوت لهم، ودافع عن المظلومين، وساهم في إعادة القضية إلى الواجهة.

في زمن أصبح فيه الصمت شكلًا من أشكال التواطؤ، جاءت كلمته لتقول لنا:
“لن نصمت… لن ننسى… ولن نستسلم.”