كلمة السّيّد عادل الماجري

كلمة السّيّد عادل الماجري نائب رئيس جمعيّة ضحايا التّعذيب بسويسرا خلال الوقفة الإحتجاجيّة ضدّ الإنقلاب في بألمانيا Bonn تونس بمدينة 2022.3.28

كلمة السّيّد عادل الماجري نائب رئيس جمعيّة ضحايا التّعذيب بسويسرا خلال الوقفة الإحتجاجيّة ضدّ الإنقلاب في بألمانيا Bonn تونس بمدينة

في قلب أوروبا، وتحديدًا في مدينة بون الألمانية، ارتفعت كلمة قوية وصادقة في يوم 28 مارس 2022، لتمزّق بصداها صمت العالم تجاه ما يحدث في تونس. كان صاحب هذه الكلمة السيد عادل الماجري، نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب في سويسرا، والذي شارك في وقفة احتجاجية نظّمتها الجالية التونسية ومناصرو الديمقراطية، للتنديد بالانقلاب السياسي الذي هزّ البلاد منذ 25 يوليو 2021.

من هو عادل الماجري؟

 

عادل الماجري هو ناشط حقوقي بارز، وأحد الأصوات التي لا تخشى قول الحقيقة، حتى وإن كان الثمن باهظًا. يشغل منصب نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب في سويسرا، وهي جمعية تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، وفضح ممارسات القمع والتعذيب في البلدان التي تشهد انتهاكات جسيمة للحريات الأساسية.

السياق السياسي في تونس:

 

منذ 25 يوليو 2021، تعيش تونس على وقع أزمة سياسية خانقة، بعد أن قام الرئيس قيس سعيّد بتجميد البرلمان، وإقالة الحكومة، وتولي السلطات التنفيذية والتشريعية بصفة انفرادية. هذه الخطوة وصفتها العديد من الجهات الحقوقية والدولية بأنها انقلاب على المسار الديمقراطي الذي بدأ بعد الثورة التونسية في 2011.

لماذا كانت الكلمة في ألمانيا؟

 

ألمانيا، وبالتحديد مدينة بون، تمثل إحدى العواصم الأوروبية التي تحتضن جالية تونسية نشطة ومهتمة بالشأن العام. اختار المحتجون هذا المكان للتعبير عن رفضهم للانقلاب، ولإيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأوروبية. الكلمة التي ألقاها السيد عادل الماجري لم تكن مجرّد خطاب، بل كانت صرخة ضمير حيّ تعبّر عن آلام الضحايا، وعن تطلعات شعب يسعى للحرية والكرامة.

أبرز ما جاء في كلمة السيد عادل الماجري:

 

ألقى السيد الماجري خطابًا عاطفيًا وحازمًا، تضمّن العديد من الرسائل المهمة، نذكر منها:

  • إدانة الانقلاب ووصفه بأنه انتكاسة خطيرة للديمقراطية الناشئة في تونس.

  • التنديد بحملات الاعتقال التي طالت سياسيين، قضاة، صحفيين، ونشطاء، فقط لأنهم عبّروا عن آرائهم.

  • دعوة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، وعدم الاكتفاء بالبيانات الباردة التي لا تردع الاستبداد.

  • تذكير العالم بأن تونس بلد الثورة، وأنها لن تُسحق بسهولة تحت عجلات الاستبداد الجديد.

  • تحية للمقاومين داخل تونس الذين ما زالوا يرفعون راية الحرية رغم القمع والملاحقات الأمنية.

الحرية لا تُهدى بل تُنتزع:

 

من أبرز الجمل التي قالها السيد عادل الماجري، والتي لاقت تفاعلًا واسعًا:
“الحرية لا تُهدى، بل تُنتزع.”
هذه العبارة كانت بمثابة رسالة إلى كل الشعوب الحرة، وإلى كل من يؤمن بأن الكرامة الإنسانية لا تُشترى، وأن الصمت على الظلم مشاركة فيه.

مناشدة للضمير العالمي:

 

خلال كلمته، لم يوجّه السيد الماجري خطابه فقط إلى السلطات التونسية، بل أيضًا إلى الضمير العالمي. تحدّث عن مآسي الضحايا في السجون، وعن التعذيب الممنهج، وعن الصمت الدولي المريب. قال:
“أن تكون ضحية للتعذيب شيء، وأن لا يسمعك أحد شيء آخر أكثر قسوة.”

المواقف الدولية الخجولة:

 

رغم بعض البيانات الصادرة من مؤسسات أوروبية وأممية، إلا أن كلمة السيد الماجري فضحت الخجل الدولي في التعاطي مع الأزمة التونسية. طالب بتفعيل الآليات الحقوقية، وباتخاذ إجراءات عملية ضد من ينتهك حقوق الإنسان، بدل الاكتفاء بالإدانة اللفظية.

التضامن الدولي.. أكثر من مجرّد تعاطف:

 

أكّد السيد الماجري على أهمية التضامن الدولي الحقيقي، قائلاً إنّ الضحايا لا يحتاجون إلى عبارات التعاطف فقط، بل إلى مواقف حقيقية ومؤثرة، تشمل الدعم الإعلامي، والسياسي، والحقوقي، والضغط على النظام القائم.

الجالية التونسية في الخارج: صوت لا يُمكن كتمه:

 

أشاد السيد الماجري بدور الجالية التونسية في أوروبا، وخصوصًا في ألمانيا، التي كانت وما زالت منارة للحرية، وصوتًا مرفوعًا في وجه الظلم. فقد لعبت الجاليات دورًا حيويًا في إيصال حقيقة ما يجري في تونس إلى العالم.

رسالة إلى الداخل: لا تيأسوا:

 

أنهى السيد الماجري كلمته برسالة أمل إلى التونسيين داخل البلاد، قال فيها:
“لا تيأسوا. الليل مهما طال، فإن فجر الحرية قادم.”
كانت هذه العبارة بمثابة دعوة للاستمرار في النضال السلمي، وعدم الخضوع للاستبداد مهما اشتدّت قبضته.

 

إن كلمة السيد عادل الماجري في بون لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت وثيقة إنسانية وشهادة تاريخية تُضاف إلى أرشيف النضال التونسي. عبر خطابه، حمل الماجري قضايا الضحايا، ونقل صوت المقهورين، وذكّر العالم بأن الكرامة لا تعرف الحدود، وأن الحق لا يسقط بالتقادم.

ما حدث في تونس هو اختبار حقيقي لإرادة الشعب، ولصدق المجتمع الدولي في دفاعه عن الديمقراطية. ومن خلال أصوات مثل صوت عادل الماجري، تبقى شعلة الحرية مشتعلة، حتى لو حاول البعض إطفاءها.

كلمة السّيّد عادل الماجري نائب رئيس جمعيّة ضحايا التّعذيب بسويسرا خلال الوقفة الإحتجاجيّة ضدّ الإنقلاب في تونس بمدينة Bonn بألمانيا

 
 

المقالات ذات الصلة

 

رحلة من القمع إلى العدالة: كيف تحدّت جمعيّة ضحايا التّعذيب الوزير عبد الله القلال؟ | AVTT

ندوة حقوقية هامة في جنيف: جمعية ضحايا التعذيب ومنظمة التضامن لحقوق الإنسان تتكاتفان لفضح الانتهاكات 2022 | AVTT

عادل الماجري نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب ضيف برنامج الحصاد 24 على قناة الزيتونة | AVTT

برنامج حصاد 24 يستضيف السيد عادل الماجري: نقاش حول قضايا حقوق الإنسان في تونس | AVTT

السيّد عادل الماجري نائب رئيس جمعيّة ضحايا التّعذيب ضيف قناة وطن 2023 | AVTT

برنامج حصاد 24 يستضيف السيد عادل الماجري: نقاش حول قضايا حقوق الإنسان في تونس | AVTT

الملتقى الإلكتروني الرابع لسفراء السلام مستقبل الأمة بين الالام و الامال | AVTT

الملتقى الإلكتروني الرابع لسفراء السلام مستقبل الأمة بين الالام و الامال | AVTT

النّدوة الحقوقية ضدّ الإفلات من العقاب والدّعوة لتحرير المساجين السّياسيّين بباريس | AVTT

خيمة اعلامية حقوقية تحسيسية للتضامن مع المعتقلين السياسيين في تونس | AVTT

اليوم الدّولي للتّضامن مع المعتقلين السّياسيّين والدّفاع عن دولة القانون والمؤسّسات في تونس | AVTT

معرض صور وخيمة اعلامية وحقوقية في ساحة الامم المتحدة بجنيف | AVTT

معرض صور وفعاليات إعلامية للمطالبة بالحرية لجميع المعتقلين السياسيين في تونس | AVTT

مظاهرة من أجل تونس: نجاح كبير بتعبئة قوية! | AVTT

مظاهرة من أجل تونس: نجاح كبير بتعبئة قوية! | AVTT

التّقرير السّنوي 2024 | AVTT

الإعلام الدولي يتفاعل مع تقرير جمعية ضحايا التعذيب | AVTT

الوقفة التضامنية: صوت الحرية أمام القنصلية التونسية في باريس | AVTT

الوقفة التضامنية: صوت الحرية أمام القنصلية التونسية في باريس | AVTT

اترك رد

ادعموا قضايانا الرئيسية