لقاء حواري بين وفد حقوقي، سياسي من تونس مع الجالية التونسية في سويسرا

لقاء حواري بين وفد حقوقي، سياسي من تونس مع الجالية التونسية في سويسرا 2022.11.6

لقاء حواري بين وفد حقوقي، سياسي من تونس مع الجالية التونسية في سويسرا

 

على هامش الدورة 41 لعرض التّقرير الدّوري الشّامل أمام مجلس حقوق الانسان.

📅 07/11/2022
🕡 16:00 – 17:30

في مشهد سياسي متنوع يمر به العالم العربي، يبرز اللقاء الحواري بين وفد حقوقي وسياسي تونسي والجالية التونسية في سويسرا كعلامة فارقة تعكس أهمية التواصل المباشر مع أبناء الوطن في الخارج. هذا الحدث، الذي انعقد في السابع من نوفمبر عام 2022 في العاصمة السويسرية برن، لم يكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل منصة للتفاعل، تبادل الرؤى، ونقل صوت الجالية إلى أصحاب القرار في تونس.

أهمية اللقاءات المباشرة مع الجالية بالخارج:

 

تشكل الجاليات التونسية في الخارج، خاصة في أوروبا، قوة ناعمة ذات وزن سياسي واقتصادي واجتماعي كبير. إن تنظيم لقاءات مباشرة مع هذه الجاليات يساهم في:

  • تعزيز الروابط الوطنية بين المواطن التونسي المقيم بالخارج ووطنه الأم.

  • نقل انشغالات واحتياجات الجالية إلى الجهات الرسمية بطريقة شفافة ومباشرة.

  • فتح قنوات للحوار البناء من أجل تحقيق إصلاحات حقيقية تستند إلى تطلعات المواطنين في الداخل والخارج.

الوفد الحقوقي والسياسي: من هم ولماذا زاروا سويسرا؟

 

الوفد الذي قام بهذه الزيارة تضمن شخصيات بارزة من المجتمع المدني والحقوقي والسياسي في تونس. الهدف من الزيارة لم يكن فقط إعلاميًّا، بل حمل طابعًا تشاوريًا واستشاريًا، حيث أراد أعضاء الوفد الاطلاع على وضعية الجالية التونسية في سويسرا، وسماع آرائهم ومقترحاتهم بشأن المستقبل السياسي والاجتماعي لتونس.

جدول أعمال اللقاء:

 

اللقاء الذي دام قرابة الساعة والنصف لم يكن محدودًا ببرنامج جامد، بل اتسم بالتنوع والمرونة، وقد شمل:

  • عرضًا تقديميًا من أعضاء الوفد حول الوضع السياسي والحقوقي في تونس بعد 25 يوليو.

  • مداخلات من أفراد الجالية التونسية عبّروا خلالها عن آرائهم، مخاوفهم، وتطلعاتهم.

  • نقاشًا مفتوحًا تخلله تبادل صريح للأفكار حول ملفات الهجرة، التعليم، الحقوق المدنية، والمشاركة السياسية.

القضايا التي أُثيرت خلال اللقاء:

 

أهم القضايا التي تم التطرق إليها خلال اللقاء شملت:

1. المشاركة السياسية للجالية بالخارج

 

أعرب الحاضرون عن رغبتهم في تعزيز تمثيلهم في البرلمان التونسي، وتفعيل دورهم في صياغة السياسات العامة.

2. القضايا الحقوقية في الداخل التونسي:

 

ناقش الوفد مع الحضور التحديات المتعلقة بالحريات الفردية وحرية التعبير، وأهمية صيانة المكاسب الديمقراطية.

3. تعزيز التواصل بين الدولة والجالية:

 

طالب العديد من الحاضرين بآليات أكثر فعالية للتواصل بين السفارات والقنصليات التونسية في الخارج وبين الجالية.

4. وضعية الشباب التونسي في المهجر

 

تم تسليط الضوء على مشاكل اندماج الشباب، التكوين المهني، وصعوبة العودة إلى تونس في حال الرغبة بذلك.

التفاعل الإيجابي يعكس الوعي السياسي العالي:

 

ما ميز هذا اللقاء هو التفاعل الحي والشفاف بين أعضاء الوفد والحضور من الجالية. أبدى التونسيون المقيمون في سويسرا وعيًا سياسيًا مرتفعًا، وقدموا آراء مدروسة تدل على اهتمامهم العميق بمستقبل وطنهم.

التوصيات التي خرج بها اللقاء:

 

في ختام اللقاء، تم الاتفاق على جملة من التوصيات، أبرزها:

  • ضرورة تنظيم لقاءات دورية بين المسؤولين التونسيين والجاليات بالخارج.

  • تشكيل لجان تنسيقية دائمة تربط الجالية بالدولة وتساهم في بلورة السياسات.

  • تسهيل الإجراءات الإدارية والخدمات القنصلية للجالية.

الأثر الرمزي والتأثير العملي للقاء:

 

مثل هذا اللقاء لا يحمل فقط بُعدًا رمزيًا يعزز الشعور بالانتماء، بل يمكن أن يؤدي إلى نتائج عملية ملموسة إذا ما تم الأخذ بمخرجاته بجدية. الجالية ليست فقط “حوالات مالية” بل شريك استراتيجي في مستقبل البلاد.

مستقبل العلاقة بين تونس وجالياتها بالخارج:

 

يبقى السؤال المطروح: هل ستتبنى الدولة التونسية مقاربة استراتيجية جديدة تجاه جاليتها؟ إذا كانت الإجابة “نعم”، فيجب أن تبدأ بخطوات ملموسة، أولها الإصغاء الفعلي لما يقوله التونسيون في الخارج.

كيف يمكن للجاليات أن تكون فاعلة أكثر؟

 

لتحقيق تفاعل حقيقي ومثمر، على الجالية:

  • تنظيم نفسها في أطر جمعوية ومؤسساتية مؤثرة.

  • الانخراط في الحياة السياسية من خلال الترشح والتصويت.

  • الاستثمار في مشاريع تنموية تربطهم بتونس.

دور المجتمع المدني في ربط الداخل بالخارج:

 

المجتمع المدني يمكن أن يلعب دور الوسيط الفعال بين الجالية والدولة، من خلال:

  • إقامة فعاليات دورية.

  • إطلاق مبادرات تشاركية.

  • تأمين قنوات مستدامة للحوار.

 

إن اللقاء الحواري بين الوفد الحقوقي والسياسي التونسي والجالية في سويسرا شكل نموذجًا مهمًا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدولة ومواطنيها في الخارج. لقد أثبت التونسيون في المهجر أنهم ليسوا على الهامش، بل في قلب الحدث، ينتظرون فقط من يسمع صوتهم ويترجمه إلى فعل.

التواصل، الشفافية، والعمل المشترك هي المفاتيح الأساسية لبناء علاقة مستدامة وقوية بين تونس وجالياتها في الخارج. وعلى الجميع – دولة، مجتمع مدني، وأفراد – أن يضعوا هذه العلاقة في صلب أولوياتهم إذا ما أرادوا مستقبلًا مشرقًا لتونس ولأبنائها في كل مكان.

هل ترغب في نسخة PDF من هذا المقال أو تلخيص يمكن مشاركته عبر وسائل التواصل؟

 

المقالات ذات الصلة

 

رحلة من القمع إلى العدالة: كيف تحدّت جمعيّة ضحايا التّعذيب الوزير عبد الله القلال؟ | AVTT

ندوة حقوقية هامة في جنيف: جمعية ضحايا التعذيب ومنظمة التضامن لحقوق الإنسان تتكاتفان لفضح الانتهاكات 2022 | AVTT

عادل الماجري نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب ضيف برنامج الحصاد 24 على قناة الزيتونة | AVTT

برنامج حصاد 24 يستضيف السيد عادل الماجري: نقاش حول قضايا حقوق الإنسان في تونس | AVTT

السيّد عادل الماجري نائب رئيس جمعيّة ضحايا التّعذيب ضيف قناة وطن 2023 | AVTT

برنامج حصاد 24 يستضيف السيد عادل الماجري: نقاش حول قضايا حقوق الإنسان في تونس | AVTT

الملتقى الإلكتروني الرابع لسفراء السلام مستقبل الأمة بين الالام و الامال | AVTT

الملتقى الإلكتروني الرابع لسفراء السلام مستقبل الأمة بين الالام و الامال | AVTT

النّدوة الحقوقية ضدّ الإفلات من العقاب والدّعوة لتحرير المساجين السّياسيّين بباريس | AVTT

خيمة اعلامية حقوقية تحسيسية للتضامن مع المعتقلين السياسيين في تونس | AVTT

اليوم الدّولي للتّضامن مع المعتقلين السّياسيّين والدّفاع عن دولة القانون والمؤسّسات في تونس | AVTT

معرض صور وخيمة اعلامية وحقوقية في ساحة الامم المتحدة بجنيف | AVTT

معرض صور وفعاليات إعلامية للمطالبة بالحرية لجميع المعتقلين السياسيين في تونس | AVTT

مظاهرة من أجل تونس: نجاح كبير بتعبئة قوية! | AVTT

مظاهرة من أجل تونس: نجاح كبير بتعبئة قوية! | AVTT

التّقرير السّنوي 2024 | AVTT

الإعلام الدولي يتفاعل مع تقرير جمعية ضحايا التعذيب | AVTT

الوقفة التضامنية: صوت الحرية أمام القنصلية التونسية في باريس | AVTT

الوقفة التضامنية: صوت الحرية أمام القنصلية التونسية في باريس | AVTT

اترك رد

ادعموا قضايانا الرئيسية