الحراك في الخارج يدعم ويساند الحراك في الداخل لاسترجاع تونس ممن اختطفها وفشل في إدارتها وجوّع شعبها وفكّك مؤسساتها وقادها للخراب 10.10.2022

في عالمنا المتصل، أصوات الخارج لا تبقى صدى بعيدًا، بل تتحوّل إلى دعم فعّال ومساندة حقيقية تؤثر في الواقع السياسي داخل الأوطان. هذا ما يشهده الشعب التونسي من خلال الحراك في الخارج، الذي بات يُشكل رافعة معنوية ومادية كبيرة للحراك في الداخل، في سبيل استرجاع تونس من براثن من اختطفها وأهدر مقدّراتها.

الحراك التونسي في الخارج: تعريف وأبعاد:

يقصد بـ”الحراك في الخارج” مجموعة التونسيين المقيمين في المهجر، من ناشطين، ومثقفين، وحقوقيين، وأكاديميين، وحتى مواطنين عاديين، الذين يعبّرون عن آرائهم السياسية بشكل علني ويقومون بأنشطة لدعم جهود الإصلاح السياسي والاقتصادي في تونس.

كيف نشأ الحراك في الخارج؟

منذ ثورة 14 جانفي 2011، كان للمغتربين التونسيين دور بارز في نشر الوعي السياسي، والدفاع عن مبادئ الثورة. ولكن مع تعاقب الأزمات، وخصوصًا بعد الأحداث السياسية في 25 جويلية 2021، تصاعد الغضب الشعبي في الخارج، وتحوّل إلى حراك منظم يسعى لإيصال صوت الداخل إلى العالم.

أشكال الدعم من الخارج للداخل:

الحراك الخارجي لا يقتصر على التصريحات أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، بل يشمل:

• تنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام السفارات والقنصليات.

• إطلاق حملات ضغط إعلامية ودبلوماسية.

• الدعم المالي واللوجستي للمبادرات المدنية.

• التنسيق مع منظمات دولية وحقوقية.

دور الإعلام البديل والمجتمعات الافتراضية:

في ظل السيطرة على وسائل الإعلام الرسمية، برز دور الإعلام البديل الذي يقوده تونسيون في المهجر، عبر:

• منصات اليوتيوب والبودكاست.

• مواقع إلكترونية معارضة.

• مجموعات الفيسبوك وتويتر.

هذه الوسائل أصبحت صوتًا حرًا ومتنفّسًا للرأي الآخر.

الربط بين الداخل والخارج: وحدة الهدف والتكامل:

رغم التباعد الجغرافي، إلا أن وحدة الهدف توحّد الجهود. فالرسائل التي تصل من الداخل تحمل وجع الناس، والمغتربون يعملون على ترجمتها إلى ضغط دولي ومساندة معنوية.

أمثلة على نجاحات الحراك في الخارج:

من أبرز النجاحات:

• فضح الانتهاكات أمام الرأي العام الأوروبي.

• منع بعض صفقات التسليح التي كانت موجهة لقمع الشعب.

• دعم الحملات القضائية ضد المسؤولين المتورطين في الفساد.

الصعوبات والتحديات التي يواجهها الحراك الخارجي:

من أبرز التحديات:

• التشويه الإعلامي ومحاولات التخوين.

• الانقسامات بين مكونات الحراك.

• قلة الإمكانيات وضعف التنسيق أحيانًا.

لكن رغم هذه العقبات، يستمر الصوت الخارجي في الصعود والتأثير.

أهمية الجاليات في حماية الهوية الوطنية:

الجاليات التونسية في الخارج تلعب دورًا هامًا ليس فقط في السياسة، بل في الحفاظ على الهوية من خلال:

• تعليم اللغة العربية للأبناء.

• نقل القيم التونسية الأصيلة.

• تنظيم الفعاليات الثقافية والدينية.

مستقبل الحراك بين التحديات والآمال:

الحراك في الخارج لن ينطفئ طالما تونس لم تسترجع عافيتها. بل بالعكس، كلما اشتدت الأزمة، كلما زاد الوعي والانخراط. المستقبل واعد إن تم العمل على:

• التنسيق الأفضل مع الداخل.

• توحيد الصفوف.

• بناء منصات إعلامية أكثر مهنية وانتشارًا.

 تونس أمانة في أعناق الجميع:

في النهاية، فإن تونس ليست عبئًا على أبنائها، بل هي أمانة في أعناقهم، سواء كانوا في الداخل أو الخارج. وما يشهده الحراك الخارجي اليوم من وعي، وتنظيم، ودعم، هو امتداد طبيعي لحب الوطن والغيرة عليه.

كل صوت حرّ خارج تونس، هو نبضة أمل داخلها.