مداخلة السيّد عادل الماجري على قناة الزيتونة بتاريخ 23 ديسمبر 2021

في 23 ديسمبر 2021، حلّ السيّد عادل الماجري، نائب رئيس جمعية ضحايا التعذيب بتونس، ضيفًا على قناة الزيتونة، حيث قدّم مداخلة هامة تناول فيها العديد من القضايا السياسية والحقوقية في تونس، وعلى رأسها التضييق على الحريات ومحاكمة المعارضين السياسيين، ومن بينهم الرئيس الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي.

خلال هذه المداخلة، عبّر عادل الماجري عن رفضه التام للانتهاكات التي تمارسها السلطة الحالية بقيادة الرئيس قيس سعيد، متّهمًا إياه باستغلال القضاء لتصفية خصومه السياسيين.

تعليق السّيّد عادل الماجري على الحكم الصّادر ضدّ الدّكتور والرّئيس الأسبق المنصف المرزوقي:

خلال حديثه، تطرّق عادل الماجري إلى الحكم الذي صدر بحقّ الرئيس الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي، مؤكدًا أن هذه المحاكمة سياسية بامتياز، وتهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة. كما شدّد على أن هذا الحكم لا يستند إلى أسس قانونية عادلة، وإنما جاء ضمن سياسة الانتقام التي يعتمدها قيس سعيد ضدّ خصومه السياسيين.

اعتبر الماجري أن محاكمة الدكتور المرزوقي هي رسالة ترهيب لكل الناشطين السياسيين والحقوقيين، مشيرًا إلى أن السلطة القائمة تعمل على ضرب كل مكتسبات الثورة وتكريس الحكم الفردي.

عادل الماجري: من العار أن تُحاكم سلطة الانقلاب الحقوقي والمناضل المنصف المرزوقي.. شرف للمرزوقي أن يُحاكمه هذا المنقلب:

لم يُخفِ عادل الماجري استنكاره الشديد لما وصفه بـ”محاكمة العار” التي استهدفت الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، معتبرًا أن هذه المحاكمة دليل واضح على استبداد السلطة الحاكمة.

قال الماجري خلال مداخلته:

“من العار أن يحاكم حقوقي ومناضل مثل الدكتور المنصف المرزوقي من قبل سلطة انقلابية لا تحترم القانون ولا الديمقراطية.”

كما أضاف أن المرزوقي لم يقم إلا بالدفاع عن الديمقراطية والحرية، وأن محاكمته من قبل نظام قيس سعيد تعدّ شرفًا له، لأنها تكشف طبيعة هذا النظام الاستبدادي الذي يسعى إلى قمع كل الأصوات الحرة.

قيس سعيد يصفّي خصومه السّياسيّين عبر القضاء:

أكّد عادل الماجري أن الرئيس قيس سعيد يستخدم القضاء كأداة لتصفية خصومه السياسيين، مشيرًا إلى أن المحاكمات التي تستهدف المعارضين لا تتم وفق إجراءات قانونية عادلة، بل هي محاكمات مسيّسة تهدف إلى تكميم الأفواه.

وأضاف أن السلطة الحالية تمارس ضغوطًا على القضاة لضمان إصدار أحكام تتماشى مع أجندتها السياسية، وهو ما يُهدّد استقلالية القضاء في تونس.

وضع الحريات في تونس – عادل الماجري نائب رئيس جمعية ضحايا التّعذيب في تونس:

تناول عادل الماجري في مداخلته التراجع الكبير للحريات في تونس منذ وصول قيس سعيد إلى الحكم، مشيرًا إلى أن البلاد تشهد انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، منها:

• التضييق على الصحفيين وإغلاق بعض وسائل الإعلام.

• محاكمة النشطاء والمعارضين بتهم واهية.

• استعمال الأجهزة الأمنية لقمع الاحتجاجات السلمية.

واعتبر الماجري أن هذا الوضع خطير جدًا، ويهدّد مكتسبات الثورة التونسية التي قامت على مبادئ الحرية والديمقراطية.

جواز التّلقيح في تونس مهزلة وهذا اعتداء وظلم تمارسه سلطة الانقلاب:

تطرّق الماجري أيضًا إلى قرار فرض جواز التلقيح في تونس، معتبرًا أنه إجراء غير قانوني يهدف إلى فرض السيطرة على المواطنين وليس لحماية الصحة العامة.

وقال إن استخدام “جواز التلقيح” كأداة لمنع المواطنين من دخول المؤسسات العامة والخاصة هو شكل من أشكال العقاب الجماعي، وليس إجراءً صحيًا كما تدّعي السلطات.

ما هي إلا ساعات أو أيام ويرحل الانقلاب، فلنتّحد جميعًا أمامه

اختتم عادل الماجري مداخلته برسالة أمل للشعب التونسي، مؤكّدًا أن نهاية النظام الانقلابي باتت قريبة، وأن الشعب لن يقبل الاستبداد بعد أن تذوّق طعم الحرية.

ودعا الجميع إلى التوحّد والوقوف صفًا واحدًا لمواجهة الانقلاب والدفاع عن الديمقراطية في تونس.

شكّلت مداخلة السيّد عادل الماجري على قناة الزيتونة في 23 ديسمبر 2021 صرخة تحذير ضدّ ما اعتبره تدهورًا خطيرًا للحريات في تونس. كما أكّد أن محاكمة الدكتور المنصف المرزوقي هي دليل على أن السلطة الحالية تسعى لإسكات كل الأصوات الحرة.

في ظل هذه التطورات، تبقى المعركة من أجل الحرية والديمقراطية في تونس مستمرة، وعلى جميع القوى الوطنية والمدنية أن تتكاتف لإيقاف النزيف السياسي والحقوقي الذي تعيشه البلاد.