كلمة السّيد عادل الماجري في الأسبوع العاشر من المنصة الاعلامية والتحسيسية 2022/4/16

في زمن تتعالى فيه الأصوات بحثًا عن الحقيقة والعدالة والوعي المجتمعي، يبرز صوت السيد عادل الماجري كواحد من تلك الأصوات الصادقة التي لا تكتفي بالتشخيص، بل تدعو إلى التحرك الواعي والجاد. ففي يوم السبت 16 أبريل 2022، وخلال الأسبوع العاشر من المنصة الإعلامية والتحسيسية، ألقى السيد الماجري كلمة عميقة وملهمة، تميزت بالوضوح في الطرح والصدق في الرسالة.

خلفية المنصة الإعلامية والتحسيسية:

قبل الغوص في تفاصيل الكلمة، من المهم أن نفهم طبيعة المنصة الإعلامية والتحسيسية، والتي تأسست كمساحة حرة تهدف إلى إيصال أصوات الضحايا وأهاليهم، وتسليط الضوء على قضايا الاختفاء القسري، الإقامة الجبرية، والانتهاكات الحقوقية التي تُرتكب في صمت.

من هو السيد عادل الماجري؟

السيد عادل الماجري هو أحد الوجوه البارزة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، ومن بين الأشخاص الذين خاضوا تجارب قاسية على المستوى الشخصي، جعلت منه شاهدًا حقيقيًا على المعاناة والانتهاك. وهو لا يتحدث من منطلق نظري بل من واقع معاش، مما يضفي على كلماته قوة وصدقًا نادرين.

محور الكلمة: كشف الحقيقة وكسر جدار الصمت:

بدأ السيد الماجري كلمته بتوجيه تحية تقدير لأهالي الضحايا، مشيدًا بصبرهم وصمودهم، ثم انتقل للحديث عن أهمية كسر جدار الصمت، معتبرًا أن الصمت شريك غير مباشر في استمرار الانتهاكات. وأكد أن التوثيق، التوعية، والمساءلة هي ثلاثية لا غنى عنها لأي تغيير حقيقي.

تسليط الضوء على ملف الإقامة الجبرية:

من أبرز ما جاء في الكلمة هو الحديث الجريء عن ملف الإقامة الجبرية، الذي يُمارس في كثير من الأحيان خارج الإطار القانوني، ودون أي سند قضائي. أوضح الماجري أن ما يحدث لا يُعتبر فقط تعديًا على الحقوق الفردية، بل ضربًا لمفهوم الدولة القانونية، وتآكلاً لمصداقية المؤسسات.

الإشارة إلى آلام العائلات:

لم ينسَ السيد الماجري في كلمته أن يوجه الأنظار إلى المعاناة اليومية لعائلات الضحايا، موضحًا أن الألم لا يقتصر على الشخص المنتهَك فقط، بل يمتد ليشمل أسرته، أبنائه، وأحباءه. وأكد أن الحق في الحقيقة ليس رفاهية بل ضرورة إنسانية.

دعوة إلى وحدة الصف المدني:

شدّد السيد الماجري على ضرورة توحيد الجهود بين مختلف مكونات المجتمع المدني، لأن التغيير الحقيقي لن يتحقق بعمل فردي أو مبادرات مشتتة، بل يتطلب رؤية جماعية موحّدة، وإرادة لا تضعف أمام الإغراءات أو التهديدات.

التحذير من التطبيع مع الظلم:

في فقرة مؤثرة من كلمته، حذّر السيد الماجري من خطر التطبيع مع الظلم، أي القبول به كأمر واقع، والتأقلم مع حالات القمع وكأنها طبيعية. وقال: “عندما نصبح غير مستفَزين من الألم، نكون قد فقدنا إنسانيتنا”.

التركيز على الإعلام كأداة مقاومة:

أكد الماجري على دور الإعلام البديل، المستقل والحر، كوسيلة من وسائل المقاومة المدنية، داعيًا إلى توسيع حضور المنصة التحسيسية في الفضاء الرقمي، وتعزيز المحتوى المرئي والمكتوب الذي يكشف الحقائق ويوثق الشهادات.

تحميل المسؤولية للسلطة:

لم يتردد في تحميل المسؤولية لمن يمسكون بزمام القرار، مؤكدًا أن التعتيم، القمع، والمماطلة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والانفجار. وطالب بإرادة سياسية واضحة تضع حدًا لهذه الممارسات وتنطلق في مسار العدالة الانتقالية الحقيقية.

إشادة بنضالات المجتمع المدني:

اختتم كلمته بإشادة قوية بـ نشطاء المجتمع المدني، سواء داخل البلاد أو خارجها، وخص بالذكر من يتابعون ويؤرشفون ويكتبون ويوثقون رغم التضييقات، معتبرًا أن “التاريخ لن ينسى من وقف في وجه الظلم، ولو بكلمة”.

خاتمة: صوت من ضمير الوطن:

كلمة السيد عادل الماجري لم تكن مجرد خطاب عابر، بل كانت صرخة من ضمير الوطن، صادقة، مباشرة، وداعية للوعي والعمل. لقد جسدت روح النضال السلمي، وأعادت التأكيد على أن الكلمة الحرة ما زالت أقوى من كل أشكال التسلط.

وفي النهاية، تبقى المنصة الإعلامية والتحسيسية صوتًا لا غنى عنه في معركة الوعي، تبني الذاكرة الجماعية، وتكتب التاريخ من زاوية الضحايا، لا الجلادين.